غبار الشروق

20

كتب : الشاعر السيد حسن

يذهب الليل مئتذرا بالخوف الذي خلفه في جوف الكون، تاركاً ندوب التيه والعتمة المتوحشة، بصمات عارية من النقاء والطهر الأبدي ،يقطر من أنيابه زعاف برائحة الموت والا إنسانية، المحطمة اللافتات تذروها رياح أنفاس الشيطان القابع، في قمقم الحقد الدفين، حالك كحدقة بوم متدلي يشتهي ضياع الأغصان والأوراق المبعثرة وصمت القبور، يجر أذيال الريبة مستترا بأسوار الوهم.
يترقب بأسفٍ عمق الهاوية ملاذه الأخير، عندما اشتم رائحة غبار الشروق، المورق بعرق الآمال التى شاخت من غفلة الزمن الغشيم، غبار يومض بالنبل وترياق المنتظرين، كأن أقدام النهار الممتلئ بالبراكين، تقبل صهد الأرض النابض قبلة الحياة، كأنها دفوف زفاف السماء على النور الذي لن يخمد أبدا، ولن ينكسر ثانية، لأن الباقي لن يحتمل ظلام آخر، غبار الشروق يملأ الأنوف إيباءً ويهبط كالوحي الذى يُتلى لمسح وجه الفناء، غبار يحمل في ذراته سعادة قد تسلب الروح من تغريد الطيور إن لم نلتف سياجا يحتضن النهار.

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *